هل فكرت أي جهة رسمية او غير رسمية فى إعداد دراسة جادة عن عناصر القوة الناعمة المصرية، وتحديد مدي تأثير كل منها؟ وهل اهتمت أي دراسة أكاديمية بإعطاء درجات لعناصر ومفردات القوة الناعمة المصرية؟. والأهم هل اهتمت أي دراسة بالإجابة عن سؤال: هل مازالت القوة الناعمة المصرية تؤثر فى محيطها العربى والإفريقي والإسلامي والعالمي أم أنها تراجعت وتحتاج لجهد مضاعف لاستعادة تأثيرها وعافيتها.
بكل صدق لا أملك إجابات موضوعية عن الأسئلة التي طرحتها، ومن قبيل الاجتهاد سأعدد بعض العناصر والمفردات التي أراها من وجهة نظري المتواضعة قوام القوة الناعمة المصرية.. بكل اقتناع يمكن القول أن الفنون المصرية بكل أشكالها من عناصر القوة الناعمة، وهنا يمكن إعطاء أعلى الدرجات لسيدة الغناء العربى أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب ومحمد فوزي ورياض السنباطى وعبدالحليم حافظ وشادية ونجاة ومن قبلهم سيد درويش، كما يتنافس على القمة نجيب الريحانى ويوسف وهبى ومحمود المليجى وحسين رياض وفؤاد المهندس وعادل إمام، هذا مع صعوبة حصر كل عناصر ومفردات القوة الناعمة المصرية فى مجال الفن.
العسكرية المصرية برموزها ليست فقط من عناصر القوة الصلبة، بل وأيضا من عناصر القوة الناعمة المصرية بما قدمته من أبطال ورموز ويكفى أن نذكر الشهيد الفريق عبدالمنعم رياض وإبراهيم الرفاعى وإبراهيم عبدالتواب والسيد زكريا ومنسى ويكفى ان نذكر الفريق الشاذلى والجمسى وأبو غزالة وحسنى مبارك
والطبيب المصري من عناصر القوة الناعمة المصرية ويكفى ان نذكر مجدي يعقوب وحمدي السيد واحمد شفيق والقصر العينى ومدرسته الطبية العريقة.
والادب المصري من عناصر القوة الناعمة وهنا يصعب حصر نجوم هذا الادب وتقييم تأثير كل منهم ويكفى عظمة وشموخ الأسماء طه حسين وعباس العقاد ونجيب محفوظ ويوسف ادريس وجمال الغيطانى ويوسف القعيد
والحقيقة أننى مهما اجتهدت فلن أستطيع حصر ولو جزء يسير من عناصر قوة مصر الناعمة... غير أننى أري من وجهة نظري المتواضعة، أن الأزهر الشريف يتربع على قمة عناصر القوة الناعمة المصرية، خاصة فى محيطنا العربى والإفريقي والإسلامي، ويكفى أن خريجى الأزهر ينتشرون فى كل قارات العالم، وبخاصة فى أفريقيا وآسيا، ويكفى ما يلقاه علماء الأزهر من احترام وتبجيل فى كل مكان يحلون به.. ويكفى أن الأزهر قدم لنا شوامخ فى حجم المراغى ومخلوف وعبدالحليم محمود والغزالى والباقوري ومحمد متولى الشعراوي وجاد الحق ومحمد سيد طنطاوي وأحمد الطيب.
ويبقى أن أعترف بأن محاولتى لحصر بعض جوانب وعناصر قوة مصر الناعمة يشوبها الكثير من النقص، فكيف أنسى جامعات مصر.. وكيف أنسى زعماء مصر.. وكيف أنسى عمالقة دولة التلاوة والإنشاد، وكيف أنسى الأندية المصرية وأبطالها فى الألعاب المختلفة.. وكيف أنسى الفلاح المصري الفصيح، والعامل المصري الفنان الذى ساهم فى بناء معظم دول الخليج.. معذرة أن كنت قد قصرت كثيرا، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله.
---------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج